عقوبة المرتد بين القرأن والسنه ( ايات حد الرده فى القرأن )

 

الايه 5 من سورة التوبه تقضى بقتل المشركين المحاربين  الذين يحاربوا الاسلام والمسلمين ومن يتواجد منهم داخل الحرم بعد اذان المصطفى صلى الله عليه وسلم بالايدخلوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا , والمرتد مشرك محارب ان تمت استتابته المره تلو الاخرى ورفض الاستتابه  فان تاب والا عوقب بحد الرده كما فى الايات الكريمه 

فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [التوبة: 5]

الايه 12 من سورة التوبه

وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (التوبه : 12 )

فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ  فدلت هذه الآية الكريمة على أن من لم يتب لا يخلى سبيله.

فإن نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ , يتم قتالهم حتى ينتهوا , فان عادوا للكفر وازدادوا كفرا يقام عليهم الحد

الآيه 137 من سورة النساء 

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا 

وروى ابن أبي حاتم من طريق جابر المعلى ، عن عامر الشعبي ، عن علي ، رضي الله عنه ، أنه قال : يستتاب المرتد ، ثلاثا ، ثم تلا هذه الآية : ( إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا )

الايه 16 من سورة الفتح 

قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ۖ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا

الايه 74 من سورة التوبه 

( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ۚ وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ۚ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ ۖ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ) 

وقد قال اكثر المفسرين فى تفسير قوله تعالى وان يتولوا يعذبهم الله عذابا اليما فى الدنيا قالوا بالقتل , لهذا كان المسلمين الاوائل يستتيبون المرتدين المحاربين المشاركين فى قتال المسلمين ثلاثة ايام فان تابوخلوا سبيلهم والا قتلوا حدا بوصف ان قتال المسلمين يعد زيادة فى الكفر بعد الطعن فى دينهم وان اصرارهم على ذلك  وعدم التوبه  يستوجب العذاب الاليم فى الدنيا قبل الاخره وهو القتل تبعا لاراء اكثر المفسرين وبه عمل الصحابه , استنادا الى استتابتهم كل يوم فالاصل الاستتابه ثلاث مرات وتستتاب المراه ابدا لانها لا تقاتل فان قاتلت كما  هو الحال فى بعض الجيوش الاجنبيه ورفضت التوبه تاخذ حكم المحارب , وقيل ان الاستتابه اربعين يوما وقيل عام وقيل اكثر حتى يتم الرد على شبهات المرتدين وابطالها فإن اصروا يتم حبسهم تعذيرا , وقد قال البعض لا يطلق صراحهم حتى يعودوا للايمان  , فإن عادوا للكفر مرة اخرى يتم قتالهم وسجن ائمتهم حتى ينتهوا , فان عادوا يطبق عليهم حد الرده , لهذا اختلف الفقهاء فى عقوبه الرده بين القتل والسجن واختلفوا فى مدة الاستتابه تتبعا للظروف والاحوال ولكن ليس هناك خلاف حول وجوب حد الرده مصداقا لاحاديثه صلى الله عليه وسلم ولما تقدم من ايات الذكر الحكيم التى تقضى بعذاب المرتد عذابا اليما وصولا الى القتل  استنادا لاحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم فى الرده 

وقال ابن قدامة في المغني: أجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتد، وروي ذلك عن أبي بكر, وعمر, وعثمان, وعلى, ومعاذ, وأبي موسى, وابن عباس, وخالد, وغيرهم، ولم ينكر ذلك فكان إجماعًا

وقد قتل النبي صلى الله عليه وسلم بعضًا من المرتدين يوم فتح مكة وبعده، كابن خطل،

قال البخاري رحمه الله في باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم برقم (6922): حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، قال: أُتي على رضي الله عنه بزنادقة، فأحرقهم؛ فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم؛ لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تعذبوا بعذاب الله))، ولقتلتهم؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من بدَّل دينه فاقتلوه)).

هذا الحديث مما يرده المنكرون للسنة، ويهاجمون الإمام البخاري لروايته لهذا الحديث الصحيح، وهذا دليل واضح على مقصدهم الخبيث من الطعن في السنة النبوية، فهدفهم هو تشكيك المسلمين في دينهم، وفتح باب الردة لهم.

 

والرد عليهم من وجوه:

أولاً: هذا الحديث لم يتفرد بروايته البخاري، بل رواه أيضاً: أحمد (1871)، والترمذي في سننه (1458)، وأبو داود (4351)، وابن ماجه (2535)، والنسائي (4059)، وغيرهم.

كذلك فقد روى الحديث ابى هريره فى الاوسط للطبرانى , وكذلك روى عن معاويه بن حيده بإسناد حسن , كما روى عن واخرجه مالك فى الموطأ عن زيد بن اسلم بلفظ ( من غير دينه فاضربوا عنقه )

 

ثانياً: جاءت أحاديث أخرى في قتل المرتد عن عِدَّةٍ من الصحابة غير ابن عباس، كعثمان رضى الله عنه و كمعاذ بن جبل في مسند أحمد (22015).

وروى البخاري (6878) ومسلم (1676) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل دم امرئ مسلم -يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله- إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة)).

كذلك رواه أبو داود في سننه مفسرًا عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم، يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم، ورجل خرج محارًبا لله ورسوله فإنه يقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض، أو يَقتُل نفسًا فيُقتَل بها" فهذا المستثنى هنا هو المذكور في قوله: "التارك لدينه المفارق للجماعة" ولهذا وصفه بفراق الجماعة، وإنما يكون هذا بالمحاربة".

 عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بثلاث: أن يزني بعدما أحصن، أو يَقتُل إنسانًا فيُقتَل، أو يكفر بعد إسلامه فيُقتل". رواه النسائي (كتاب تحريم الدم، الحكم في المرتد)، والترمذي (أبواب الفتن، باب ما جاء لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث)، وفي لفظٍ لابن ماجه "أو رجل ارتد بعد إسلامه"، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7641)

لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا في إحدى ثلاث كفر بعد إيمان أو زنا بعد إحصان أو نفس بنفس
الراوي: عبدالله بن مسعود
خلاصة الدرجة: احتج به ، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند)
المحدث: ابن حزم
المصدر: المحلى
الصفحة أو الرقم: 11/228

تحت تصنيف: