المشردين فى مصر
اول امس انتحر شاب مصرى فى عمر الشباب نتيجه لاهدار كرامته وغلق ثلاجته ومصادره بعض السلع لديه بزعم فسادها فالقى نفسه امام القطار , وقبل ايام غرقت مركب صيد مصريه على متنها عده مئات , ضمن رحلات متكرره للهجره غير الشرعيه فى سفن الموت , ولاشك ان سوء الاوضاع المعيشيه وانتشار الفقر والبطاله وارتفاع الاسعار الى حدود غير مسبوقه قد جعل غالبيه المصريين تجأر بالشكوى وتئن تحت وطأه ضغوط الحياه , لذلك لم يكن من الغريب ان نجد فى مصر ملايين المشردين وملايين من اطفال الشوارع , فى ظل تفاقم اوضاع اجتماعيه واقتصاديه مأساويه دفعت بالمصريين الى ثورتين كانت ابرز مطالبهم الوفاء بإحتياجات الحياه من عيش وعداله وحريه وكرامه , ولا شك ان التشرد فى كل مكان فى العالم بالطبع ولكن التشرد طارىء وظرفى لمن يتوقفون عن العمل فى اغلب الحالات , او من تتعرض بلادهم لكوارث انسانيه او حروب اهليه , فما نسبه هؤلاء فى المجتمع الامريكى والاوروبى , فى الولايات المتحده عدد المتعطلين فى بطاله سافره 50 الف فقط فى دوله تعدادها يقارب 400 مليون , نسبه البطاله هناك لا تتجاوز واحد ونصف بالمئه ويصرفون اعانه من مكاتب العمل الحكوميه ومن النقابات لحين الالتحاق بعمل , طبعا لا يمكن مقارنه ذلك باى شىء لدينا , والاهم ان هناك دور رعايه وتغذيه للجميع بخلاف سائر المظلات التأمينيه , فكم عدد المشردين لدينا بعض احصاءات منظمه غوث ودعم اللاجئين تقول ان لدينا ربع مشردى العالم طبقا لاحصاءات 2009 , 2012 , طبعا كلنا شاهدنا اطفال الشوارع والمشردين فى مختلف المناطق بالقاهره والاسكندريه ومختلف المدن والمحافظات
والواقع ان لدينا الكثير من الفئات مهمشه ومظلومه ولا تجد عمل بالمعنى الحرفى للكلمه اى ان اغلبهم فى بطاله سافره , فى مصر التى بلغ عدد عمال المياومه فيها اكثر من تسعه ملايين عامل غير منتظم يمثلون اكثر من نصف العماله فى السوق المصرى والتى لا تتعدى 20 مليون بين موظفين بالقطاعين العام والخاص ومهنيين وحرفيين , وبالنسبه للتوزيع العمرى والسكانى فلدينا بطاله تزيد عن 50 بالمئه من قوه العمل التى تزيد عن اربعين مليون قادر على العمل وراغب فيه , والحسبه بسيطه لدينا اكثر من 55 مليون مصرى فوق 18 عام وهو ما يقارب ايضا اعداد الناخبين , و بعد استبعاد طلاب الجامعات واصحاب المعاشات والبطاله الاختياريه سنجد ان لدينا على الاقل 40 مليون فى سن العمل وراغبين فى العمل , وماذا يملك من يعملون لتحصيل قوت يومهم اذا اغلقت امامهم ابواب الرزق فى مصر والاسواق التقليديه التى يذهبون اليها فى البلدان المجاوره ولدينا كوارث فى ليبيا والعراق والاردن وانكماش حاد لفرص العمل نتيجه للاجئين السوريين والعراقيين فى العديد من الدول العربيه الذين يعملون بالحد الادنى بل ودونه بكثير لمجرد المساعده فى اعاله اسرهم , تلك الاسر الفقيره الاميه التى لا تملك الا الهجره اغلقت امامهم ابواب الهجره للاسواق الرئيسيه المتعارف عليها فى مجتمعاتهم وليست لدينا اى اليات للتدريب او التعليم او التأهيل او توفير فرص عماله منتظمه مع تضمن الحد الادنى للاجر والضمان الاجتماعى , ماذا تفعل تلك الفئات المهمشه ومن يعبر عنها ومن يغيثها الا السفر للخارج الذى هو المصدر الاول للعملات الصعبه فى الاقتصاد المصرى واغلب العماله المصريه عماله عاديه غير مدربه او حرفيين ومهنيين وهم من يحققون غالبيه التحويلات التى تمثل حقنه انقاذ فى وريد الاقتصاد المصرى لعقود وازدادت اهميتها الى حد بعيد فى السنوات الاخيره , وخاصه مع تراجع عائدات السياحه والصادرات الزراعيه والمصنعات الغذائيه التى ستنكمش بشده فى الفتره القادمه نتيجه لزياده معدلات التلوث البيئى وزياده معدلات التلوث ومسببات الامراض بها , والمتبقيات من المبيدات الحشريه والمخصبات وفرض حظر عليها فى العديد من دول العالم , المشكله ايضا تفاقمت مع اغلاق اسواق تقليديه كانت تستوعب ملايين العمال المصريين , وارتفاع معدلات التضخم وارتفاع اسعار السلع والخدمات لحد بعيد , بل وينتظر زيادتها كذلك كنيجه للتخفيض المتوقع لثالث مره خلال فتره قياسيه لسعر صرف الجنيه المصرى , لا شك ان الاوضاع تثير حفيظه واحتقان فئات كثيره فى المجتمع , لا زالت مهمشه وتعانى من ضغوط وازمات لا يمكن تجاهلها , حتى اضطر البعض لبيع اعضاءهم بمبالغ زهيده واصبحت مصر من اكبر مراكز بيع الاعضاء عبر العالم , وارتفعت معدلات الانتحار فى مصر لعده الاف سنويا , دون ان يلتفت احد لتلك الظواهر , وبرغم ان ضحايا الهجره غير الشرعيه لا يمكن مقارنتهم بضحايا الاتحار او حوادث الطرق ولا ضحايا الامراض الوبائيه والسرطانيه وامراض الكبد والكلى او اعداد المشردين واطفال الشوارع والفقراء , فنجد ان اعداد الفقراء فى مصر طبقا للتقديرات الرسميه ممن يعيشون دون حد الكفاف ( 1250 جنيه للفرد سنويا ,او 6250 جنيه سنويا للاسره ) تفوق اعدادهم فى مصر كل فقراء القاره الاوربيه تحت خط الفقر ( 2 دولار /يوم للفرد تعادل اكثر من ثمانيه الاف جنيه مصرى للفرد سنويا ) , او اربعين الف جنيه للاسره فى ظل مستويات الاسعار الحاليه وهو ما يعنى ان اكثر من ثلثى المصريين تحت خط الفقر حاليا , وكذا ارتفعت نسبه المنتحرين , وهو ما يعكس صرخه انسانيه للاسف قد لا يسمعها الكثيرين
برغم تصاعد معدلات الانتحار فى مصر والعالم العربى لتفوق نظيرتها فى القاره الاوربيه الا ان السبب الاول لوفيات الشباب فى مصر ناجم عن حوادث الطرق الذى يعكس الاهمال والفشل الحكومى وسوء التخطيط فى المقام الاول , بينما يأتى السبب الاول لوفيات المصريين عامه الامراض الوبائيه والمزمنه التى تصل الى اكثر من ستمائه الف حاله سنويا من مرضى السرطان وامراض الكبد والكلى وغيرها كنتيجه اساسيه لسياسات حكوميه فاسده ادت لتدهور بيئى غير مسبوق فضلا عن انعدام الرقابه والتخطيط فنجد ان اهم مسببات الامراض السرطانيه والمزمنه هى الصرف فى النيل وانتشار الملوثات والمواد المسرطنه فى الاغذيه والمياه والبيئه وغياب ادنى معدلات الرقابه على الاسواق
فى مصر فقط الفشل والتخبط والفساد والتلوث يحصد ملايين الارواح سنويا , فلماذ نتعجب من وجود ملايين المشردين او ان غالبيه المصريين تعيش فى فقر مدقع ولا تستطيع تغطيه متطلبات حياتها الاساسيه , لذلك يحتاج الامر الى تنميه حقيقيه شامله وتطوير مختلف قطاعات الاقتصاد القومى ومنظومه فعاله وحقيقيه لمكافحه الفساد مع مشاركه حقيقيه وفعاله لمختلف مؤسسات المجتمع والدوله فى اتخاذ القرار واداره الإقتصاد والا فإننا سنواجه ازمه مصير غير مسبوقه
موضوعات ذات صله :
اول امس انتحر شاب مصرى فى عمر الشباب نتيجه لاهدار كرامته وغلق ثلاجته ومصادره بعض السلع لديه بزعم فسادها فالقى نفسه امام القطار , وقبل ايام غرقت مركب صيد مصريه على متنها عده مئات , ضمن رحلات متكرره للهجره غير الشرعيه فى سفن الموت , ولاشك ان سوء الاوضاع المعيشيه وانتشار الفقر والبطاله وارتفاع الاسعار الى حدود غير مسبوقه قد جعل غالبيه المصريين تجأر بالشكوى وتئن تحت وطأه ضغوط الحياه , لذلك لم يكن من الغريب ان نجد فى مصر ملايين المشردين وملايين من اطفال الشوارع , فى ظل تفاقم اوضاع اجتماعيه واقتصاديه مأساويه دفعت بالمصريين الى ثورتين كانت ابرز مطالبهم الوفاء بإحتياجات الحياه من عيش وعداله وحريه وكرامه , ولا شك ان التشرد فى كل مكان فى العالم بالطبع ولكن التشرد طارىء وظرفى لمن يتوقفون عن العمل فى اغلب الحالات , او من تتعرض بلادهم لكوارث انسانيه او حروب اهليه , فما نسبه هؤلاء فى المجتمع الامريكى والاوروبى , فى الولايات المتحده عدد المتعطلين فى بطاله سافره 50 الف فقط فى دوله تعدادها يقارب 400 مليون , نسبه البطاله هناك لا تتجاوز واحد ونصف بالمئه ويصرفون اعانه من مكاتب العمل الحكوميه ومن النقابات لحين الالتحاق بعمل , طبعا لا يمكن مقارنه ذلك باى شىء لدينا , والاهم ان هناك دور رعايه وتغذيه للجميع بخلاف سائر المظلات التأمينيه , فكم عدد المشردين لدينا بعض احصاءات منظمه غوث ودعم اللاجئين تقول ان لدينا ربع مشردى العالم طبقا لاحصاءات 2009 , 2012 , طبعا كلنا شاهدنا اطفال الشوارع والمشردين فى مختلف المناطق بالقاهره والاسكندريه ومختلف المدن والمحافظات
والواقع ان لدينا الكثير من الفئات مهمشه ومظلومه ولا تجد عمل بالمعنى الحرفى للكلمه اى ان اغلبهم فى بطاله سافره , فى مصر التى بلغ عدد عمال المياومه فيها اكثر من تسعه ملايين عامل غير منتظم يمثلون اكثر من نصف العماله فى السوق المصرى والتى لا تتعدى 20 مليون بين موظفين بالقطاعين العام والخاص ومهنيين وحرفيين , وبالنسبه للتوزيع العمرى والسكانى فلدينا بطاله تزيد عن 50 بالمئه من قوه العمل التى تزيد عن اربعين مليون قادر على العمل وراغب فيه , والحسبه بسيطه لدينا اكثر من 55 مليون مصرى فوق 18 عام وهو ما يقارب ايضا اعداد الناخبين , و بعد استبعاد طلاب الجامعات واصحاب المعاشات والبطاله الاختياريه سنجد ان لدينا على الاقل 40 مليون فى سن العمل وراغبين فى العمل , وماذا يملك من يعملون لتحصيل قوت يومهم اذا اغلقت امامهم ابواب الرزق فى مصر والاسواق التقليديه التى يذهبون اليها فى البلدان المجاوره ولدينا كوارث فى ليبيا والعراق والاردن وانكماش حاد لفرص العمل نتيجه للاجئين السوريين والعراقيين فى العديد من الدول العربيه الذين يعملون بالحد الادنى بل ودونه بكثير لمجرد المساعده فى اعاله اسرهم , تلك الاسر الفقيره الاميه التى لا تملك الا الهجره اغلقت امامهم ابواب الهجره للاسواق الرئيسيه المتعارف عليها فى مجتمعاتهم وليست لدينا اى اليات للتدريب او التعليم او التأهيل او توفير فرص عماله منتظمه مع تضمن الحد الادنى للاجر والضمان الاجتماعى , ماذا تفعل تلك الفئات المهمشه ومن يعبر عنها ومن يغيثها الا السفر للخارج الذى هو المصدر الاول للعملات الصعبه فى الاقتصاد المصرى واغلب العماله المصريه عماله عاديه غير مدربه او حرفيين ومهنيين وهم من يحققون غالبيه التحويلات التى تمثل حقنه انقاذ فى وريد الاقتصاد المصرى لعقود وازدادت اهميتها الى حد بعيد فى السنوات الاخيره , وخاصه مع تراجع عائدات السياحه والصادرات الزراعيه والمصنعات الغذائيه التى ستنكمش بشده فى الفتره القادمه نتيجه لزياده معدلات التلوث البيئى وزياده معدلات التلوث ومسببات الامراض بها , والمتبقيات من المبيدات الحشريه والمخصبات وفرض حظر عليها فى العديد من دول العالم , المشكله ايضا تفاقمت مع اغلاق اسواق تقليديه كانت تستوعب ملايين العمال المصريين , وارتفاع معدلات التضخم وارتفاع اسعار السلع والخدمات لحد بعيد , بل وينتظر زيادتها كذلك كنيجه للتخفيض المتوقع لثالث مره خلال فتره قياسيه لسعر صرف الجنيه المصرى , لا شك ان الاوضاع تثير حفيظه واحتقان فئات كثيره فى المجتمع , لا زالت مهمشه وتعانى من ضغوط وازمات لا يمكن تجاهلها , حتى اضطر البعض لبيع اعضاءهم بمبالغ زهيده واصبحت مصر من اكبر مراكز بيع الاعضاء عبر العالم , وارتفعت معدلات الانتحار فى مصر لعده الاف سنويا , دون ان يلتفت احد لتلك الظواهر , وبرغم ان ضحايا الهجره غير الشرعيه لا يمكن مقارنتهم بضحايا الاتحار او حوادث الطرق ولا ضحايا الامراض الوبائيه والسرطانيه وامراض الكبد والكلى او اعداد المشردين واطفال الشوارع والفقراء , فنجد ان اعداد الفقراء فى مصر طبقا للتقديرات الرسميه ممن يعيشون دون حد الكفاف ( 1250 جنيه للفرد سنويا ,او 6250 جنيه سنويا للاسره ) تفوق اعدادهم فى مصر كل فقراء القاره الاوربيه تحت خط الفقر ( 2 دولار /يوم للفرد تعادل اكثر من ثمانيه الاف جنيه مصرى للفرد سنويا ) , او اربعين الف جنيه للاسره فى ظل مستويات الاسعار الحاليه وهو ما يعنى ان اكثر من ثلثى المصريين تحت خط الفقر حاليا , وكذا ارتفعت نسبه المنتحرين , وهو ما يعكس صرخه انسانيه للاسف قد لا يسمعها الكثيرين
برغم تصاعد معدلات الانتحار فى مصر والعالم العربى لتفوق نظيرتها فى القاره الاوربيه الا ان السبب الاول لوفيات الشباب فى مصر ناجم عن حوادث الطرق الذى يعكس الاهمال والفشل الحكومى وسوء التخطيط فى المقام الاول , بينما يأتى السبب الاول لوفيات المصريين عامه الامراض الوبائيه والمزمنه التى تصل الى اكثر من ستمائه الف حاله سنويا من مرضى السرطان وامراض الكبد والكلى وغيرها كنتيجه اساسيه لسياسات حكوميه فاسده ادت لتدهور بيئى غير مسبوق فضلا عن انعدام الرقابه والتخطيط فنجد ان اهم مسببات الامراض السرطانيه والمزمنه هى الصرف فى النيل وانتشار الملوثات والمواد المسرطنه فى الاغذيه والمياه والبيئه وغياب ادنى معدلات الرقابه على الاسواق
فى مصر فقط الفشل والتخبط والفساد والتلوث يحصد ملايين الارواح سنويا , فلماذ نتعجب من وجود ملايين المشردين او ان غالبيه المصريين تعيش فى فقر مدقع ولا تستطيع تغطيه متطلبات حياتها الاساسيه , لذلك يحتاج الامر الى تنميه حقيقيه شامله وتطوير مختلف قطاعات الاقتصاد القومى ومنظومه فعاله وحقيقيه لمكافحه الفساد مع مشاركه حقيقيه وفعاله لمختلف مؤسسات المجتمع والدوله فى اتخاذ القرار واداره الإقتصاد والا فإننا سنواجه ازمه مصير غير مسبوقه
موضوعات ذات صله :
مخترعات تغير وجه الحياه فى مصر
كيفيه تخفيض اعباء المعيشه فى مصر
استزراع مائه مليون فدان فى مصرحلم يمكن تحقيقه
حلول وابتكارات علميه لإنتاج طاقه حره بدون وقود وبتكلفه شبه مجانيه
الثوره الاقتصاديه ومشروعات العبور الاقتصادى ( مصر عظمى 2020 )
مشروع زراعه 30 مليون فدان فى مصر على مياه الامطار وبإستخدام مياه البحر
حلقه خاصه من برنامج من مصر عن الاوضاع الاقتصاديه الراهنه فى الاقتصاد المصرى مع الخبير
الاقتصادى محمد ابو الفتوح نعمه الله والدكتور وائل النحاس
" منظومة إصلاح مصر ، اقتصادى / محمد أبوالفتوح نعمه الله يستعرض بعضا من ملامح مشروعات
العبور الاقتصادى ومنظومه اصلاح مصر والتى تكفل توفير 25 مليون فرصه عمل حقيقيه منتجه , دون ان
تتحمل خزانه الدوله او المواطنين باى اعباء اقتصاديه جديده
الإتحاد الوطنى للتشغيل والتنميه واهم مشروعات التنميه الإقتصاديه
حلقه خاصه عن الإتحاد الوطنى للتشغيل والتنميه وكيفيه توفير ملايين فرص العمل من خلال بعض
المشروعات القوميه التى طرحت بعضا من ملامحهبعض ملامح مشروعات العبور الإقتصادى
0 88: dm4588a03ktc88z05.html
إرسال تعليق